***هذه قصة العزير***
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : هو عزير بن جروة و يقال : بن سوريق بن عدياَ ابن أيوب بن درزنا عري بن تقي بن أسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران . و يقال : عزير بن سروخا جاء في بعض الآثار أن قبره بدمشق ...
إن عزيراَ كان عبداَ صالحاَ حكيماَ خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها ، فلما انصرف أتي إلى خربة حين قامت الظهيرة و أصابه الحر ، ودخل الخربة وهو على حماره ، فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين و سلة فيها عنب ، فنزل في ظل تلك الخربة و أخرج قصعة ، معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ، ثم أخرج خبزاَ يابساَ معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتل ليأكله ، ثم استلقي على قفاه و أسند رجليه على الحائط ، فنظر سقف تلك البيوت ، و رأى ما فيها وهي قائمة على عروشها ، وقد باد أهلها ورأى عظاماَ بالية فقال (( أنى يحيي هذه الله بعد موتها (( البقرة 259 )) .. فلم يشك أن الله يحييها و لكن قالها تعجباَ فبعث الله ملك الموت فقبض روحه ، فأماته الله مائه عام ، فلما أتت عليه مائة عام و كانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور و أحداث قال : فبعث الله إلى عزير ملكاَ فخلق قلبه ليعقل قلبه و عينيه لينظر بهما فيعقل ، كيف يحيى الله موتي .
ثم ركب خلقه وهو ينظر ، ثم كسي عظامه اللحم و الشعر و الجلد ، ثم نفخ فيه الروح كل ذلك وهو يرى و يعقل فاستوى جالساَ ، فقال له الملك كم لبثت قال : لبثت يوماَ أو بعض يوم وذلك أنه كان لبث صدر النهار عند الظهيرة و بعث في آخر النهار و الشمس لم تغب فقال أو بعض يوم ولم يتم لي يوم فقال له الملك بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك و شرابك يعني الطعام الخبز اليابس و شرابه العصير الذي اعتصره في القصعة فإذا هما على حالهما لم يتغير العصير ، و الخبز يابس فذلك قوله (( لم يتسنه )) يعني لم يتغير و كذلك التين و العنب غض لم يتغير شيء من حالهما فكأنه أنكر في قلبه ، فقال له الملك : أنكرت ما قلت لك انظر إلى حمارك فنظر إلى حماره قد بليت عظامه ، و صارت نخره فنادى الملك عظام الحمار فأجابت و أقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك و عزير ينظر غليه ثم ألبسها العروق و العصب ثم كساها اللحم ، ثم أنبت عليها الجلد و الشعر ، ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعاَ و أذنيه إلى السماء ناهقاَ يظن القيامة قد قامت فذلك قوله (( و انظر إلى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماَ )) (( البقرة 259 )) ..
يعني و انظر إلى عظام حمارك كيف يركب بعضها بعضاَ في أوصالها حتي إذا صارت عظاماَ مصوراَ حماراَ بلا لحم ثم انظر كيف نكسوها لحماَ ، فلما تبين له قال : اعلم أن الله على كل شيء قدير من إحياء الموتى و غيره ، و قال : فركب حماره حتى أتي محلته فأنكره الناس ، و أنكر الناس ، و انكر منزله ، فا نطلق على وهم منه ، حتى أتي منزله فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة ، قد أتى عليه مائة و عشرون سنة ، كانت أمة لهم فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة ، كانت عرفته و عقلته فلما أصابها الكبر أصابها الزمانة . فقال لها عزير يا هذه أهذا منزل عزير قالت نعم ، هذا منزل عزير فبكت و قالت : ما رأيت أحداَ من كذا و كذا سنة يذكر عزيراَ وقد نسيه الناس قال فإني أنا عزير ، كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني قالت سبحان الله فإن عزيراَ قد فقدناه منذ مائة سنة ، فلم نسمع له بذكر قال فإني أنا عزير ، قالت فإن عزيراَ رجل مستجاب الدعوة يدعو للمريض و لصاحب البلاء بالعافية و الشفاء ، فادع الله أن يرد على بصري حتى أراك ، فإن كنت عزيراَ عرفتك . قال فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا و أخذ بيدها و قال قومي بإذن الله فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما أنشطت من عقال ، فنظرت فقالت : أشهد أنك عزير و انطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم و مجالسهم ، و ابن لعزير شيخ ابن مائة سنة وثماني عشرة سنة ، وبني بنيه شيوخ في المجلس فنادتهم . فقالت : هذا عزير قد جاءكم فكذبوها . فقالت : أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه فرد على بصري و أطلق رجلي وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه ، قال : فنهض الناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه : كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه ، فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير ، فقالت بنو إسرائيل : فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوارة فيما حدثنا غير عزير وقد حرق بختنصر التوارة ولم يبق منها شيء إلا ما حفظت الرجال فاكتبها لنا ، و كان أبوه سروخا وقد دفن التوراة أيام بختنصر في موضع لا يعرفه أحد غير عزير ، فانطلق بهم إلى ذلك الموضع فحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق و درس الكتاب . قال : وجلس في ظل شجرة وبنو إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة ، ونزل من السماء شهابان حتى دخلا جوفه فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل ، فمن ثم قالت اليهود : عزير بن الله ، للذي كان من أمر الشهابين و تجديده التوراة و قيامه بأمر بني إسرائيل ، و كان جدد لهم التوراة بأرض السود بدير حزقيل . و القرية التي مات فيها يقال لها سايراباذ . قال ابن عباس : فكان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب ، لأنه مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شاباَ كهيئته يوم مات ، قال ابن عباس : بعث بعد بخت نصر و كذلك قال الحسن . وقد أنشد
*** أبو حاتم السجستاني في معني ما قاله ابن عباس :- ***
أسود رأس شاب من قبله ابنه *** ومن فبله ابن ابنه فهو أكبر
يري ابنه شيخاَ يدب على عصا *** ولحيته سوداء و الرأس أشقر
وما لأبنه حيل و لا فضل قوة *** يقوم كما يمشى الصبى فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجة *** وعشرين لا يجري و لا يتبختر
وعمر أبيه أربعون أمرها *** ولابن ابنه تسعون في الناس عبر
ما هو في المعقول إن كنت داريا *** و إن كنت لا تدري فبا لجهل تعذر
*** نبوءة العزير ***
المشهور أن عزيراَ نبي من أنبياء بني إسرائيل ، و أنه كان فيما بين داود و سليمان وبين زكرياَ ويحيي ، و أنه لما لم يبق في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل ، كما قال وهب بن منبه أمر الله ملكاَ فنزل بمغرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاَ بحرف حتى فرغ منها . وروى ابن عساكر عن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى (( و قالت اليهود عزير ابن الله )) (( التوبة : 30 )) لم قالوا ذلك ؟ فذكر له ابن سلام ما كان من كتبه لبني أسرائيل التوراة من حفظه و قول بني إسرائيل لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب و إن عزيراَ قد جاءنا بها من غير كتاب ، فرماه طوائف منهم و قالوا عزير ابن الله . ولهذا يقول كثيراَ من العلماء إن نواتر التوراة انقطع في زمن العزير ، وهذا متجه جداَ إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء ابن أبي رباح و الحسن البصري ، فيما رواه إسحاق ابن بشر عن مقاتل بن سليمان عن عطاء و عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبية و مقاتل عن عطاء بن أبي رباح قال : كان في الفترة تسعة أشياء بختنصر وجنة صنعاء وجنة سبأ و أصحاب الأخدود . و أمر حاصورا . و أصحاب الكهف و أصحاب الفيل و مدينة أنطاكية و أمر تبع . وقال إسحاق بن بشر أنبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن . قال : كان أمر عزير و بختنصر في الفترة . وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إن أولى الناس بابن مريم لأنا ، إنه ليس بيني و بينه نبى )) . وقال وهب بن منبه كان فيما بين سليمان و عيسى عليهما السلام . وقد روى ابن عساكر عن أنس بن مالك و عطاء بن السائب أن عزيراَ كان في زمن موسى بن عمرآن و أنه استأذن عليه فلم يأذن له ، يعني لما كان من سؤاله عن القدر ، و أنه انصرف وهو يقول : مائة موتة أهون من ذل ساعة ، وفي معني قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة ...
قول بعض الشعراء : -
قد يصبر الحر على السيف *** ويأنف الصبر على الحيف
و يؤثر الموت على حالة *** يعجز فيها عن قرى الضيف
فأما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس و نوف البكالي و سيفان الثوري و غيرهم من أنه سأل عن القدر فمحي اسمه من ذكر الأنبياء فهو منكر وفي صحته نظر ، و كأنه مأخوذ من الإسرائيليات ، وقد روي عبد الرزاق و قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي قال : قال عزير فيما يناجي ربه : يا رب تخلق خلقاَ فتضل من تشاء و تهدي من تشاء ، فقيل له : أعرض عن هذا ، فعاد فقيل له : لتعرض عن هذا أو لأ محون اسمك من الأنبياء ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، و هذا لا يقتضي وقوع ماتوعد عليه لو عاد فما محي اسمه ، والله أعلم ...
وقد روى الجماعة سوي الترمذي من حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد و أبي سلمة عن أبي هريرة ، و كذلك رواه شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه وسلم (( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ، ثم أمر بها فأحرقت بالنار ، فأوحى الله إليه مهلا نملة واحدة )) ...
فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه أنه عزير ، و كذا روي عن ابن عباس و الحسن البصري أنه عزير . فالله أعلم ....
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : هو عزير بن جروة و يقال : بن سوريق بن عدياَ ابن أيوب بن درزنا عري بن تقي بن أسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران . و يقال : عزير بن سروخا جاء في بعض الآثار أن قبره بدمشق ...
إن عزيراَ كان عبداَ صالحاَ حكيماَ خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها ، فلما انصرف أتي إلى خربة حين قامت الظهيرة و أصابه الحر ، ودخل الخربة وهو على حماره ، فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين و سلة فيها عنب ، فنزل في ظل تلك الخربة و أخرج قصعة ، معه فاعتصر من العنب الذي كان معه في القصعة ، ثم أخرج خبزاَ يابساَ معه فألقاه في تلك القصعة في العصير ليبتل ليأكله ، ثم استلقي على قفاه و أسند رجليه على الحائط ، فنظر سقف تلك البيوت ، و رأى ما فيها وهي قائمة على عروشها ، وقد باد أهلها ورأى عظاماَ بالية فقال (( أنى يحيي هذه الله بعد موتها (( البقرة 259 )) .. فلم يشك أن الله يحييها و لكن قالها تعجباَ فبعث الله ملك الموت فقبض روحه ، فأماته الله مائه عام ، فلما أتت عليه مائة عام و كانت فيما بين ذلك في بني إسرائيل أمور و أحداث قال : فبعث الله إلى عزير ملكاَ فخلق قلبه ليعقل قلبه و عينيه لينظر بهما فيعقل ، كيف يحيى الله موتي .
ثم ركب خلقه وهو ينظر ، ثم كسي عظامه اللحم و الشعر و الجلد ، ثم نفخ فيه الروح كل ذلك وهو يرى و يعقل فاستوى جالساَ ، فقال له الملك كم لبثت قال : لبثت يوماَ أو بعض يوم وذلك أنه كان لبث صدر النهار عند الظهيرة و بعث في آخر النهار و الشمس لم تغب فقال أو بعض يوم ولم يتم لي يوم فقال له الملك بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك و شرابك يعني الطعام الخبز اليابس و شرابه العصير الذي اعتصره في القصعة فإذا هما على حالهما لم يتغير العصير ، و الخبز يابس فذلك قوله (( لم يتسنه )) يعني لم يتغير و كذلك التين و العنب غض لم يتغير شيء من حالهما فكأنه أنكر في قلبه ، فقال له الملك : أنكرت ما قلت لك انظر إلى حمارك فنظر إلى حماره قد بليت عظامه ، و صارت نخره فنادى الملك عظام الحمار فأجابت و أقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك و عزير ينظر غليه ثم ألبسها العروق و العصب ثم كساها اللحم ، ثم أنبت عليها الجلد و الشعر ، ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعاَ و أذنيه إلى السماء ناهقاَ يظن القيامة قد قامت فذلك قوله (( و انظر إلى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماَ )) (( البقرة 259 )) ..
يعني و انظر إلى عظام حمارك كيف يركب بعضها بعضاَ في أوصالها حتي إذا صارت عظاماَ مصوراَ حماراَ بلا لحم ثم انظر كيف نكسوها لحماَ ، فلما تبين له قال : اعلم أن الله على كل شيء قدير من إحياء الموتى و غيره ، و قال : فركب حماره حتى أتي محلته فأنكره الناس ، و أنكر الناس ، و انكر منزله ، فا نطلق على وهم منه ، حتى أتي منزله فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة ، قد أتى عليه مائة و عشرون سنة ، كانت أمة لهم فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة ، كانت عرفته و عقلته فلما أصابها الكبر أصابها الزمانة . فقال لها عزير يا هذه أهذا منزل عزير قالت نعم ، هذا منزل عزير فبكت و قالت : ما رأيت أحداَ من كذا و كذا سنة يذكر عزيراَ وقد نسيه الناس قال فإني أنا عزير ، كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني قالت سبحان الله فإن عزيراَ قد فقدناه منذ مائة سنة ، فلم نسمع له بذكر قال فإني أنا عزير ، قالت فإن عزيراَ رجل مستجاب الدعوة يدعو للمريض و لصاحب البلاء بالعافية و الشفاء ، فادع الله أن يرد على بصري حتى أراك ، فإن كنت عزيراَ عرفتك . قال فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا و أخذ بيدها و قال قومي بإذن الله فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما أنشطت من عقال ، فنظرت فقالت : أشهد أنك عزير و انطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم و مجالسهم ، و ابن لعزير شيخ ابن مائة سنة وثماني عشرة سنة ، وبني بنيه شيوخ في المجلس فنادتهم . فقالت : هذا عزير قد جاءكم فكذبوها . فقالت : أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه فرد على بصري و أطلق رجلي وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه ، قال : فنهض الناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه : كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه ، فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير ، فقالت بنو إسرائيل : فإنه لم يكن فينا أحد حفظ التوارة فيما حدثنا غير عزير وقد حرق بختنصر التوارة ولم يبق منها شيء إلا ما حفظت الرجال فاكتبها لنا ، و كان أبوه سروخا وقد دفن التوراة أيام بختنصر في موضع لا يعرفه أحد غير عزير ، فانطلق بهم إلى ذلك الموضع فحفره فاستخرج التوراة وكان قد عفن الورق و درس الكتاب . قال : وجلس في ظل شجرة وبنو إسرائيل حوله فجدد لهم التوراة ، ونزل من السماء شهابان حتى دخلا جوفه فتذكر التوراة فجددها لبني إسرائيل ، فمن ثم قالت اليهود : عزير بن الله ، للذي كان من أمر الشهابين و تجديده التوراة و قيامه بأمر بني إسرائيل ، و كان جدد لهم التوراة بأرض السود بدير حزقيل . و القرية التي مات فيها يقال لها سايراباذ . قال ابن عباس : فكان يجلس مع بنيه وهم شيوخ وهو شاب ، لأنه مات وهو ابن أربعين سنة فبعثه الله شاباَ كهيئته يوم مات ، قال ابن عباس : بعث بعد بخت نصر و كذلك قال الحسن . وقد أنشد
*** أبو حاتم السجستاني في معني ما قاله ابن عباس :- ***
أسود رأس شاب من قبله ابنه *** ومن فبله ابن ابنه فهو أكبر
يري ابنه شيخاَ يدب على عصا *** ولحيته سوداء و الرأس أشقر
وما لأبنه حيل و لا فضل قوة *** يقوم كما يمشى الصبى فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجة *** وعشرين لا يجري و لا يتبختر
وعمر أبيه أربعون أمرها *** ولابن ابنه تسعون في الناس عبر
ما هو في المعقول إن كنت داريا *** و إن كنت لا تدري فبا لجهل تعذر
*** نبوءة العزير ***
المشهور أن عزيراَ نبي من أنبياء بني إسرائيل ، و أنه كان فيما بين داود و سليمان وبين زكرياَ ويحيي ، و أنه لما لم يبق في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل ، كما قال وهب بن منبه أمر الله ملكاَ فنزل بمغرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاَ بحرف حتى فرغ منها . وروى ابن عساكر عن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى (( و قالت اليهود عزير ابن الله )) (( التوبة : 30 )) لم قالوا ذلك ؟ فذكر له ابن سلام ما كان من كتبه لبني أسرائيل التوراة من حفظه و قول بني إسرائيل لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب و إن عزيراَ قد جاءنا بها من غير كتاب ، فرماه طوائف منهم و قالوا عزير ابن الله . ولهذا يقول كثيراَ من العلماء إن نواتر التوراة انقطع في زمن العزير ، وهذا متجه جداَ إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء ابن أبي رباح و الحسن البصري ، فيما رواه إسحاق ابن بشر عن مقاتل بن سليمان عن عطاء و عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبية و مقاتل عن عطاء بن أبي رباح قال : كان في الفترة تسعة أشياء بختنصر وجنة صنعاء وجنة سبأ و أصحاب الأخدود . و أمر حاصورا . و أصحاب الكهف و أصحاب الفيل و مدينة أنطاكية و أمر تبع . وقال إسحاق بن بشر أنبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن . قال : كان أمر عزير و بختنصر في الفترة . وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إن أولى الناس بابن مريم لأنا ، إنه ليس بيني و بينه نبى )) . وقال وهب بن منبه كان فيما بين سليمان و عيسى عليهما السلام . وقد روى ابن عساكر عن أنس بن مالك و عطاء بن السائب أن عزيراَ كان في زمن موسى بن عمرآن و أنه استأذن عليه فلم يأذن له ، يعني لما كان من سؤاله عن القدر ، و أنه انصرف وهو يقول : مائة موتة أهون من ذل ساعة ، وفي معني قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة ...
قول بعض الشعراء : -
قد يصبر الحر على السيف *** ويأنف الصبر على الحيف
و يؤثر الموت على حالة *** يعجز فيها عن قرى الضيف
فأما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس و نوف البكالي و سيفان الثوري و غيرهم من أنه سأل عن القدر فمحي اسمه من ذكر الأنبياء فهو منكر وفي صحته نظر ، و كأنه مأخوذ من الإسرائيليات ، وقد روي عبد الرزاق و قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي قال : قال عزير فيما يناجي ربه : يا رب تخلق خلقاَ فتضل من تشاء و تهدي من تشاء ، فقيل له : أعرض عن هذا ، فعاد فقيل له : لتعرض عن هذا أو لأ محون اسمك من الأنبياء ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، و هذا لا يقتضي وقوع ماتوعد عليه لو عاد فما محي اسمه ، والله أعلم ...
وقد روى الجماعة سوي الترمذي من حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد و أبي سلمة عن أبي هريرة ، و كذلك رواه شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه وسلم (( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ، ثم أمر بها فأحرقت بالنار ، فأوحى الله إليه مهلا نملة واحدة )) ...
فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه أنه عزير ، و كذا روي عن ابن عباس و الحسن البصري أنه عزير . فالله أعلم ....
الخميس أكتوبر 31, 2019 6:59 pm من طرف ashraf_mohamed
» الفرق بين شاشات البلازما وال LCD
الإثنين أكتوبر 21, 2019 5:10 pm من طرف رمضان
» اليكم دوائر بور توشيبا
الأربعاء أكتوبر 02, 2019 6:25 am من طرف afndm
» اليكم احدث ملف قنوات كيوماكس 999 فرجن 8 ابو فلاشة
الأربعاء أكتوبر 02, 2019 6:16 am من طرف afndm
» سوفت وملف قنوات هليوتك 2000 وايجل 2000 القديم
الأربعاء مارس 20, 2019 3:34 pm من طرف صابرالخضرى
» سوفت اصلى هليوتك 5000 حديث
الأربعاء مارس 20, 2019 3:30 pm من طرف صابرالخضرى
» طريقة توصيل دائرةA-V للاجهزة القديمة
الثلاثاء يوليو 31, 2018 12:28 pm من طرف tareksaied
» ملف قنوات ستار 888 الصينى
الأربعاء مايو 09, 2018 2:07 pm من طرف manartvd9
» اطلب اى استفسار عن الايسيهات
الجمعة أكتوبر 13, 2017 5:57 pm من طرف النمر2011