(( السحر و الشعوذة ))

(( السحر و الشعوذة ))
*****************************************************************
حياكم الله إخواني جميعاَ ، و أسال الله تبارك و تعالى أن يوفقنا و إياكم إلى ما يحبه و يرضى ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين
.. أما بعد
قبل أن أبدأ في طرح الموضوع أرجو من الجميع أن يفهم أني لا أميل إلى القراءة أو المشاهدة أو حتى الاستماع لمثل هذه المواضيع (( السحر و الروحانيات و المس و غيرها )) ، و لكن كتبت هذا الموضوع ، لأنني قرأت قصة و أنا أتصفح في أحدى منتديات استوقفتني حادثة فقراتها بروية و تمعن وهذا لأول مرة يحدث معي أن أقراء مثل هذه المواضيع ، والغريب الذي شدني في هذه القصة العنوان و استغربت كثيراَ أن هناك أشخاص يتعاملون بهذه الطرق الغريبة ، و الله المستعان ، وبدون وعى اذرفت عيني من الدموع و يعلم الله بذلك و أثارت في داخلي ...

أسى تعلق بي واحتل وجدانـــي *** وأذرف العين من دمع كـــــهتان
لكم شجى أسفي حزنا وآلمنـي *** وأضرم النار من وجدي وأحزاني

ومن هنا أحب أن أعتذر إلى بعض الأشخاص الذين أست إلى فهمهم في مثل هذه المواضيع على علم أنهم تقبلوا اعتذاري ، ولكن هذا الشيء لم يشفع لي إلا بأن أشارك و لو بمساهمة بسيطة احتراما و تقديراَ لهم **

*********************************
** اقرأ بتمعّن و رويّة..أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ..**
*****************************************************************
لا شك أن هذا العالم المادي ندركه بحواسنا الظاهرية، مغمور بالغيبيات و الأسرار الخفية، التي لا يدركها بعين البصيرة و القلب إلا من أهلهم الله لذلك ، سواء أكان ذلك عن طريق التصوف و ترويض النفس ، أو عن طريق الممارسة العلمية كالتنويم و الاستحضار . غير أن هناك نوعاَ من الممارسة العلمية المحرمة شرعاَ على المسلم، - حتى أن بعض الفقهاء حكموا على من يمارس هذا النوع بالكفر – وهو ما يسمى بالسحر و الشعوذة .
و السحر في ذاته حقيقة معترف بها ، فهي حركة تحدث في النفس وهماَ ، و استعداداَ للتكيف و الانفعال ، وتقبل الفكر التي يرسلها صاحبها ، وهو ما يسمى (( بعلم الشياطين )) أعوذ بالله _التي توحي به إلى الإنسان ، لارتكاب المعصية و الفواحش و الفساد و الفتنة و الضلال ، فقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله (( و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان * ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت ، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة ، فلا تكفر ، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه ، و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) . آية 100 من سورة البقرة
وهذا ما تعهد به الشيطان حين طرده الله من رحمته عندما عصاه ، فهو مصدر لجميع أنواع الشر و العداوة و البغضاء ، و الحسد و الكراهة و فساد الأخلاق و المعاملات ، كما أشار القرآن في آيات كثيرة إلى السحر و إلى وجوب التعوذ بالله منه فقال تعالى (( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة و الناس ))
وقال (( ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد )) . وفي تفسير هذه الآيات مايدل على تعرض الأنبياء للسحر ، فقد روى عن عائشة _ رضى الله عنها _ أنها قالت ( سحر رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ وإن لبيد الأعصم سحره في مشط و مشاطه ، في جف طلعة نخلة ذكر ، و جعله تحت راعوفة _ في بئر ذروان ، و أن رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ أستخرجه بعد أن أوحى إليه ذلك ، و عافاه الله ) . وهذا موسى _عليه السلام _ يخيل عليه أن حبال و عصى السحرة تسعى ( فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا : لا تخف ،أنك أنت الأعلى )
وإذا كانت الإصابة بالعين قد أقرها الإسلام _ و أعترف بحقيقتها و طالب بالأسترقاء منها _ فإن السحر هو الآخر يسترقى منه ، لأنه من عمل الشيطان و مضرته للإنسان . غير أن الناس قد انحرفوا عن الرقية المشروعة إلى استعمال الطلاسم و الرموز المكتوبة باللغتين السريانية و العربية ، التى لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة ، فقد أشارت الآية الكريمة من قوله _ تعالى (( و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين )) إلى أن القرآن رحمة و شفاء للمؤمنين من الأسقام و الأمراض و الضلال و الكفر و الفساد ، فالمؤمن عندما يشتد به الألم و الكرب و الهول سرعان ما يلتجئ إلى ربه بالدعاء و الاستعاذة من الشيطان و الشرور و الحسد و الضلال و الزيغ ، و بقراءة القرآن و تدبر فيه و بالصبر و بالصلاة ، قال _ تعالى ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة ) . و الرقية المشروعة الصحيحة لا تتجاوز ذكر الله و الدعاء و قراءة الآيات المناسبة ، بدون أي دجل أو إيهام للناس ، أو تعليق أي تميمة من التمائم ، قد شاع في المجتمعات العربية أن هناك طائفيات تستوحى العلاج من الجن ، و تدعي أن لها القدرة على معالجة المرضى بواسطة استحضار الجن ، وهذا الموضوع لا يزال يحتاج إلى بحث و دراسة ، فقد شاع تعاطي و سائل الاستحضار في كثير مة أنحاء العالم . و لكن رأى الإسلام يقول (( إن العالم مشحون بالروحانيات من أرواح و جان و شياطين و ملائكة ، و مصدر الخير و الشر هو الذي يحدد المنهج الذي يسلكه الإنسان ، بعد استيحائه من مصدره : إن خيراَ فخير ، و إن شراَ فشر ، قال _ تعالى (( و كذلك جعلنا لكل نبي عدواَ شياطين الإنس و الجن ، يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراَ )) صدق الله العظيم


**************************************
*****ومن نـونـيـة الـقـحـطـانـي *****

يا منـزل الآيـات والفرقـان بينـي وبينـك حرمـة القـرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى واعصم به قلبي من الشيطـان
******
لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية مـن لـه وجهـان
لا تحسدن أحدا على نعمائـه إن الحسـود لحكـم ربـك شـان
لا تسع بيـن الصاحبيـن نميمـة فلأجلهـا يتباغـض الخـلان
والعين حق غير سابقة لمـا يقضـى مـن الأرزاق والحرمـان
والسحر كفـر فعلـه لا علمـه مـن ههنـا يتفـرق الحكمـان
والقتل حد الساحريـن إذا هـم عملـوا بـه للكفـى والطغيـان

**********************************************
**** و أختم الموضوع بهذه الكلمات ****
*******************************

إني و الإنس و الجن في نبئ عظيم أخلق و يعبد غيري أرزق و يشكر سواي خيري إلى العباد نازل و شرهم إلي صاعد أتودد إليهم برحمتي و أنا الغني عنهم و يتباغضون إلي بالمعاصي و هم أفقر ما يكونون إلي أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي إن تابوا لي فأنا حبيبهم و إن أبو فأنا طبيبهم من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد و من أعرض عني ناديته من قريب أقول له:أين تذهب ؟ ألك رب سواي ؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد و السيئة عندي بمثلها و أعفو و عزتي و جلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم
******************************
لاتنسونا من صالح الدعاء
أختكم نور الهدى